
وقد أبدت شركة (Grand View Research) الهندية الأميركية، المتخصصة في الأبحاث، تفاؤلا كبيرا حول حول نمو سوق الألعاب الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط. تلك الأرقام قفزت من 4.8 مليار دولار خلال العام 2023، إلى ما يصل إلى 5 مليار دولار خلال العام 2024، مع توقعات أن يتجه الرقم ليسجل 8.07 مليار دولار بحلول العام 2030، ليصل إجمالي النمو السنوي إلى 7.7 في المائة.
يذكر أن حجم سوق المراهنات العالمي يقدر بمبلغ 93.26 مليار دولار أمريكي في العام 2024، ومن المتوقع أن يصل إلى 153.21 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2029،.
حاضنة الابتكار الرقمي
وفقًا لشركة “كوغنيتيف ماركت ريسيرش”، قُدّرت قيمة سوق الألعاب في دول مجلس التعاون الخليجي بـ 3874.39 مليون دولار أمريكي في العام 2024، ومن المتوقع أن ينمو بمعدل نمو سنوي مركب قدره 4.5٪ خلال فترة التوقعات. وتزدهر مبيعات سوق الألعاب الإلكترونية في دول مجلس التعاون الخليجي بفضل الاستثمارات الاستراتيجية للمنطقة. وتُشكّل أسعار النفط، ونمو السياحة، والقبول الثقافي، واللوائح الحكومية، والرقمنة دافعا قويا في سوق الألعاب في دول مجلس التعاون الخليجي. كما من المتوقع أن ينمو سوق الألعاب في مصر بمعدل نمو سنوي مركب قدره 4.0% ، ليصل حجم السوق إلى 950.49 مليون دولار أمريكي.
ويرجع المختصون سبب إقبال اللاعبين في الشرق الأوسط على الألعاب الترفيهية الإلكترونية إلى الاهتمام المتزايد بالألعاب عبر الإنترنت وارتفاع معدلات دخل الفرد، حيث اجتذبت الشعبية المتزايدة للمراهنات الرياضية والترفيهية كبار مشغلي الألعاب، ما دفع نمو السوق بشكل يومي. وذكرت “غرفة دبي للاقتصاد الرقمي”، أن 9 من كل 10 بالغين في الإمارات يستخدمون الألعاب الإلكترونية.
علاوة على ذلك، فإن دعم أفضل الكازينوهات الأونلاين للأجهزة المحمولة، قد جعل اللعب ممكنا في أي وقت ومكان، وبالتالي خلق مجال للفرص الرائدة في هذه الصناعة.
عامل آخر مهم يشكل مشهد الألعاب في الشرق الأوسط، هو الذكاء الاصطناعي، الذي أحدث ثورة في صناعة الألعاب الإلكترونية على مستوى العالم من خلال تقديم تصاميم ألعاب مبتكرة، تجتذب اللاعبين العرب. كما تشهد المنطقة أيضًا اهتمامًا متزايدًا بتقنية البلوكتشين والميتافيرس، ما يعكس تحولًا أوسع نحو احتضان الابتكار الرقمي.
ومن التعديلات الذكية التي يقدمها الذكاء الاصطناعي إلى العوالم التفاعلية للواقع الافتراضي، فإن هذه التطورات التكنولوجية تشكل اليوم اتجاهات اللاعبين في المنطقة.

ماذا يعني ذلك للاعبين في الشرق الأوسط؟
- فرصة أكبر للانضمام إلى منصات جديدة: النمو السريع يشير إلى توسع المنصات والكازينوهات الإلكترونية، ما يعني مزيداً من الخيارات والأنواع مثل الألعاب الحية والبث المباشر.
- تركيز على تجربة المستخدم: ازدياد الاهتمام بتقنيات الواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة اللعب، وهي فرص لعُشاق التقنية ضمن هذا المجال.
- ملامح مستقبلية واعدة: بمعنى استمرار انتشار المراهنات الرياضية، وازدياد القوانين التي تنظّم السوق، ما يفتح مجالاً أفضل للاعتراف وإقرار تلك الأنشطة الترفيهية، حتى في الأسواق التي توصف بأنها رمادية، ولكنها متنامية.
- ارتفاع ملحوظ في إيرادات مزودي الألعاب والمستثمرين: لاسيما في للكازينوهات الإلكترونية والمراهنات الرياضية، هذا النمو سينعكس بشكل إيجابي على ضخ مزيد من الأموال في تلك الأسواق، وبالتالي سوف يستفيد اللاعبون من خيارات أقوى، وخدمات أفضل.
مزيج من التقليدية والحداثة
يعتبر سوق الألعاب في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا فريدا من نوعه، فهو مرتبط ارتباطا وثيقا بمجموعة عوامل ثقافية وقانونية واقتصادية متداخلة، قد تكون عائقا أمامه لكنها حافزا في الوقت ذاته. ورغم التحديات التنظيمية في تلك المنطقة، تبرز الألعاب الترفيهية عبر الإنترنت كقطاع مهيمن بفضل سهولة الوصول إليها. كما تحتفظ الألعاب التقليدية، مثل الكازينوهات الأرضية والمراهنات الرياضية، بأهميتها، وإن كانت بدرجات متفاوتة من القبول بين البلدان.
بشكل عام، يعكس سوق الألعاب في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا مزيجًا من العناصر التقليدية والحديثة، ما يوفر فرصا للنمو رغم التعقيدات التنظيمية، التي هي في طريقها إلى التفكك، إذ تعتبر الإمارات مثالا حيا على ذلك. انظر قانونية الألعاب الترفيهية في الإمارات.